لماذا المحليات ؟!
قبل أن نجيب لماذا المحليات لابد أن نسأل أنفسنا :
هل نريد التغييرَ حقًّا؟
وهل نريد أن نستردَّ حقوقَنا وأن نشارك في صنعِ حياتنا وتقرير مصيرنا؟
وهل لدينا آمال وأحلام في النهضة والرقي والتقدم؟
وهل نرغب أن نرى أنفسنا يومًا ما ننعم بالأمن والأمان؟
وهل نريد أن نرى مصرنا الحبيبة وقد عادت إليها مكانتها اللائقةَ بها بين الأمم؟.
تأتى انتخابات المحليات وهذه الأسئلة وغيرها الكثير يتردد فى ضمير كل رجل وامرأة .. شاب وشيخ .. مسلم ومسيحي ، يتمنى الجميع أن يجد لها إجابات شافية وردوداً عملية تقتلع الواقع المرير الذى نعيشه جميعاً إلى غير رجعة .. غير مأسوف عليه.
لقد ظل الكثير من أبنا شعبنا الحبيب عازف على المشاركة فى الانتخابات ، وقد عملت الحكومة على ذلك لتكريس السلبية والفساد والاستبداد، ظناً منه أن الانتخابات غير ذات جدوى فى التغيير .. وأنه ما ظل لقمة عيشه، ودواء صحته، وتعليم أبنائه، وسكن بناته، ... فى مأمن فلا شأن له بما يحدث فيما حوله من شئون .. فإذا بالدائرة تدور علنا جميعاً ، فينتشر الفساد ويستشرى ، بل وينتقل من موقع إلى موقع ومن مؤسسة إلى أخرى عبر أناس غير أكفاء ولا أمناء .. حتى عم البلاء وطم .. وعدنا جميعاً نشتكى حتى من رغيف الخبز.
تأتى انتخابات المحليات والتى تعنى، ووفقا للقانون، إنشاء وإدارة مرافق الدولة والإشراف والتوجيه لها في جميع مجالات الخدمات داخل كافة الوحدات بالمحافظة.
و تشمل هذه الخدمات:
1- شئون التعليم (إنشاء وتجهيز المدارس): الترخيص بإنشاء المدارس والإشراف على تطبيق المناهج والمتابعة.
2- الشئون الصحية: المستشفيات العامة بأنواعها المختلفة، ومكاتب الصحة والترخيص، والإشراف على المستشفيات الخاصة.
3- شئون الإسكان والشئون العمرانية والمرافق البلدية (مياه، كهرباء، وصرف صحي، وصرف، وطرق، ونظافة، والحدائق العامة، والأسواق): أعمال التنظيم والبناء، متابعة المحالّ العامة.
4- الشئون الاجتماعية: إنشاء وتجهيز وإدارة المؤسسات الاجتماعية، الترخيص للجمعيات والمؤسسات الخاصة بالعمل، ومتابعتها والإشراف عليها بمختلف أنواعها وأشكالها. وغيرها الكثير من خدمات لنا ولأبنائنا لتضعنا جميعاً أمام مسؤوليتنا تجاه أنفسنا وتجاه الأجيال القادمة من بعدنا ، فإن كنا نشتكى من انتشار الفساد والرشوة والمحسوبية وغياب الرقابة الشعبية وإدارة البلاد بمنطق العزب والوسيات تأتى هذه الانتخابات لتقول لكل ذى عقل أننا لابد أن نضع أيدينا فى أيد بعضنا البعض لتدارك الحال وإعادة الروح إلى هذه المجالس فى تحقيق الخطوة الأولى على طريق الإصلاح المنشود فى رقابة شعبية فعالة على كل مؤسسات الدولة وأولها المحليات .
هذا ما دفعنا للمشاركة فى تلك الانتخابات رغم العقبات والتعنت الحكومى ولكنها الأمانة التى حملناها والتى عاهدنا الله على القيام بمسؤوليتها تجاهه سبحانه ثم تجاه هذا الوطن الحبيب. داعين كل صاحب عقل ، وكل صاحب ضمير ، وكل وطني مخلص أن يتحمل تلك المسؤولية معنا لنرفع جميعا لواء الإصلاح لقوله تعالى: " إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت".
No comments:
Post a Comment