" إنها سيدة البلاد الأولى . كيف تتوقع ألا تكون بافخر الثياب وأن تقف لها الدنيا وتلتف حول قصورها ؟! "
قالتها تلك المرأة القابعة في أحد الدول العربية المسلمة وهي تنظر نظرة اعجاب وانبهار بزوجة رئيس البلاد وما ترتديه والهيبة والجلال المحيطين بها وذلك القصر المنيف التي تسكن به
رد عليها زوجها قائلا : " أحيانا اتعجب لماذا تلقب زوجة الرئيس دوما بهذا اللقب " السيدة الأولى " "
ضحكت المرأة ساخرة قائلة :" وماذا يريد زوجي العزيز أن نسمي زوجة أهم رجل في البلاد؟! "
صمت برهة وكأنه لا يسمعها ثم التفت يسألها بهدوء :" هل تمنيتي أن تكوني يوما مثلها وفي مكانها؟ "
ردت عليه كالحالمة :" لم أر امرأة إلا وتتمنى أن تكون مكانها فهي أهم وأعز سيدة في البلاد وهي التي تستطيع أن تأمر فتتطاع وتتمنى فتجد ..... هل تظن أن مثلها تحلم بحلم ولا تستطيع ادراكه ؟.... هل تظن أن مثلها يجد ما يسمى بالحواجز والموانع والظروف ؟! .. هل تظن أن لكلمة " لا استطيع " عندها معنى ؟ "
قال لها :" برأيك لو جاء يوم لم تستطع فيه سيدة البلاد الأولى أن تأكل طعاما تشتهيه ويأكله رعاياها أو تلبس ثيابا فاخرة يقدر عليها بعض رعاياها .. هل ستستحق هذا اللقب ؟ "
نظرت له متعجبة وقالت :" يبدو أنك اليوم بحاجة لكثير من الراحة حتى أنك تقول باشياء يصعب على العقل السليم تصورها من الأساس فضلا عن أن يسأل عنها "
ابتسم ولم يجبها وسرح ببصره بعيدا مفكرا في تلك السيدة التي لم تكن زوجة رئيسا للبلاد فحسب بل كانت زوجة خليفة وابنة خليفة وأخت لخليفة
كان الخليفة وقتها لا يحكم بلدا بل كان يحكم ما يقرب من نصف الكرة الأرضية
وهي كانت في منظورنا الحالي ليست سيدة البلاد الأولى ولكن سيدة المسلمين الأولى
ولكن هذه السيدة لم تكن تملك أن تلبس كما يلبس الرعايا أو تأكل كما يأكلون بل كانت تأكل كما يأكل افقرهم واقلهم شأنا
كان زوجها يملك الدنيا بين يديه ولكن لم يدخلها بيته
كان هو عمر بن عبد العزيز مجدد المئة الأولى
وكانت هي فاطمة بنت عبد الملك الشريفة الحسيبة الصالحة
كانت تزن الآلاف ممن يطلق عليهن " السيدة الأولى " ولكنها لم تكن يوما مثلهن لا في الملبس ولا في المأكل
كانت صابرة مع زوجها متحمله لحياة التقشف والزهد في الوقت التي ترى فيه كنوز الأرض تحت قدمها
ترى الطعام الفاخر يأكله بعض رعاياها ولا تستطيع هي حتى أن تدخله بيتها وهي من تربت في القصور وبين الملوك
خيرها زوجها بين الدنيا والآخرة وبين أن تبقى معه متحمله صابرة لا تريد إلا الآخرة وبين أن ترجع لبيتها كما كانت
فاختارت الآخرة
وأصبحت سيدة المسلمين الأولى في عصرها
ولكن ليس لأنها مجرد زوجة خليفة المسلمين بل لأنها كانت المرأة التى وقفت إلى جنب مجدد المئة الأولى الذي قلب تاريخ المسلمين في 3 سنوات من خلافته إلى ما نعلمه جميعا من عدل وقوة وعزة
كانت بحق سيدة أولى
سيدة قلبت مسار حياتها بشكل مبهر .. فمن حياة الخدم والحشم إلى خبز العجين وغسيل الثوب
ُ لخص موقفها وموقف زوجها في حوار قصير دار بينهما عندما رآها زوجها تخيط الثوب وهي ربيبة القصور فقال :" يافاطمة لنحن في ليالي دابق أنعم منا اليوم". فقالت فاطمة للخليفة الذي يرتدي أخشن الثياب:" والله ما كنت على ذلك يومئذ أقدر منك اليوم". فقال يافاطمة: "إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم" فسكتت رضي الله عنها قانعة راضية ... فبالفعل الخليفة الآن اقدر على أن يعيشها عيشة اكثر رفاهية حتى من تلك التى عاشتها فهو الخليفة الآمر الناهي المطاع ...ولكن لم يكن هو ممن يبيع الدنيا بالآخرة ولم تكن هي بمن تطيعه على ذلك
..
نظر الزوج مرة اخرى إلى زوجته وهو يبتسم ابتسامة واسعة وود أن يقول لها أن سؤاله لم يكن على سبيل الخيال أو الجنون ولكنه على سبيل الحسرة والحزن على لقب راح لمن لا يستحق
ولكن الألقاب لا تدوم
ولا يحتفظ بها أبدا إلا من يستحقها
وهؤلاء في معظم الوقت لا يحتاجونها
فاسمهم في حد ذاته لقب لا يحتاج لتعريف
وشرف لا يصفه لقب
قالتها تلك المرأة القابعة في أحد الدول العربية المسلمة وهي تنظر نظرة اعجاب وانبهار بزوجة رئيس البلاد وما ترتديه والهيبة والجلال المحيطين بها وذلك القصر المنيف التي تسكن به
رد عليها زوجها قائلا : " أحيانا اتعجب لماذا تلقب زوجة الرئيس دوما بهذا اللقب " السيدة الأولى " "
ضحكت المرأة ساخرة قائلة :" وماذا يريد زوجي العزيز أن نسمي زوجة أهم رجل في البلاد؟! "
صمت برهة وكأنه لا يسمعها ثم التفت يسألها بهدوء :" هل تمنيتي أن تكوني يوما مثلها وفي مكانها؟ "
ردت عليه كالحالمة :" لم أر امرأة إلا وتتمنى أن تكون مكانها فهي أهم وأعز سيدة في البلاد وهي التي تستطيع أن تأمر فتتطاع وتتمنى فتجد ..... هل تظن أن مثلها تحلم بحلم ولا تستطيع ادراكه ؟.... هل تظن أن مثلها يجد ما يسمى بالحواجز والموانع والظروف ؟! .. هل تظن أن لكلمة " لا استطيع " عندها معنى ؟ "
قال لها :" برأيك لو جاء يوم لم تستطع فيه سيدة البلاد الأولى أن تأكل طعاما تشتهيه ويأكله رعاياها أو تلبس ثيابا فاخرة يقدر عليها بعض رعاياها .. هل ستستحق هذا اللقب ؟ "
نظرت له متعجبة وقالت :" يبدو أنك اليوم بحاجة لكثير من الراحة حتى أنك تقول باشياء يصعب على العقل السليم تصورها من الأساس فضلا عن أن يسأل عنها "
ابتسم ولم يجبها وسرح ببصره بعيدا مفكرا في تلك السيدة التي لم تكن زوجة رئيسا للبلاد فحسب بل كانت زوجة خليفة وابنة خليفة وأخت لخليفة
كان الخليفة وقتها لا يحكم بلدا بل كان يحكم ما يقرب من نصف الكرة الأرضية
وهي كانت في منظورنا الحالي ليست سيدة البلاد الأولى ولكن سيدة المسلمين الأولى
ولكن هذه السيدة لم تكن تملك أن تلبس كما يلبس الرعايا أو تأكل كما يأكلون بل كانت تأكل كما يأكل افقرهم واقلهم شأنا
كان زوجها يملك الدنيا بين يديه ولكن لم يدخلها بيته
كان هو عمر بن عبد العزيز مجدد المئة الأولى
وكانت هي فاطمة بنت عبد الملك الشريفة الحسيبة الصالحة
كانت تزن الآلاف ممن يطلق عليهن " السيدة الأولى " ولكنها لم تكن يوما مثلهن لا في الملبس ولا في المأكل
كانت صابرة مع زوجها متحمله لحياة التقشف والزهد في الوقت التي ترى فيه كنوز الأرض تحت قدمها
ترى الطعام الفاخر يأكله بعض رعاياها ولا تستطيع هي حتى أن تدخله بيتها وهي من تربت في القصور وبين الملوك
خيرها زوجها بين الدنيا والآخرة وبين أن تبقى معه متحمله صابرة لا تريد إلا الآخرة وبين أن ترجع لبيتها كما كانت
فاختارت الآخرة
وأصبحت سيدة المسلمين الأولى في عصرها
ولكن ليس لأنها مجرد زوجة خليفة المسلمين بل لأنها كانت المرأة التى وقفت إلى جنب مجدد المئة الأولى الذي قلب تاريخ المسلمين في 3 سنوات من خلافته إلى ما نعلمه جميعا من عدل وقوة وعزة
كانت بحق سيدة أولى
سيدة قلبت مسار حياتها بشكل مبهر .. فمن حياة الخدم والحشم إلى خبز العجين وغسيل الثوب
ُ لخص موقفها وموقف زوجها في حوار قصير دار بينهما عندما رآها زوجها تخيط الثوب وهي ربيبة القصور فقال :" يافاطمة لنحن في ليالي دابق أنعم منا اليوم". فقالت فاطمة للخليفة الذي يرتدي أخشن الثياب:" والله ما كنت على ذلك يومئذ أقدر منك اليوم". فقال يافاطمة: "إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم" فسكتت رضي الله عنها قانعة راضية ... فبالفعل الخليفة الآن اقدر على أن يعيشها عيشة اكثر رفاهية حتى من تلك التى عاشتها فهو الخليفة الآمر الناهي المطاع ...ولكن لم يكن هو ممن يبيع الدنيا بالآخرة ولم تكن هي بمن تطيعه على ذلك
..
نظر الزوج مرة اخرى إلى زوجته وهو يبتسم ابتسامة واسعة وود أن يقول لها أن سؤاله لم يكن على سبيل الخيال أو الجنون ولكنه على سبيل الحسرة والحزن على لقب راح لمن لا يستحق
ولكن الألقاب لا تدوم
ولا يحتفظ بها أبدا إلا من يستحقها
وهؤلاء في معظم الوقت لا يحتاجونها
فاسمهم في حد ذاته لقب لا يحتاج لتعريف
وشرف لا يصفه لقب
No comments:
Post a Comment